Poster un commentaire

رمضان1981»: الأسباب الحقيقة للضربة الأمنية لحركة الاتجاه الإسلامي / صواب الكاتب   


رمضان1981»: الأسباب الحقيقة للضربة الأمنية لحركة الاتجاه الإسلامي

صواب

كشف، أحمد المناعي، رئيس المعهد التونسي للعلاقات الدولية، في نص نشره على مدونة المعهد، عن الأسباب الحقيقة التي قادت إلى موجة الاعتقالات، التي نفذتها الأجهزة الأمنية في صيف العام 1981 ضد قيادات وعناصر حركة الاتجاه الإسلامي، والتي تحولت بعد العام 1987 إلى حركة النهضة. وخلافاً للرواية التاريخية الشهيرة، التي ساهم قادة النهضة في ترويجها، حول سقوط أرشيف الحركة في أيدي الأجهزة الأمنية في شارع قرطاج بالعاصمة، فإن المناعي، كشف بأن حملة الترهيب التي نفذتها الحركة ضد أصحاب المقاهي والمطاعم في مدينة المنستير خلال شهر رمضان 1981، واكتشفها الرئيس الحبيب بورقيبة للأمر بطريق الصدفة، هي النقطة التي أفاضت كأس صبر السلطة، وأدت إلى اعتقال الغنوشي ورفاقه، وفتح ملف الحركة أمنياً قضائياً.

وفيما يلي ترجمة لشهادة أحمد المناعي:

  • رمضان 1981

مع اقتراب شهر رمضان 1981، كان هناك الكثير من التوتر في الأجواء. لقد كان شهر الصيام لبضع سنوات، شهر المشاكل، والمخاوف والنزاعات، داخل العائلات وفي الشوارع. فقد اعتاد العديد من الشباب المقربين من حركة الاتجاه الإسلامي أو المنتمون إليها، أن يصوموا وفقًا لتقويم المملكة العربية السعودية، والذي يقوم على مراعاة تحري رؤية الهلال، في حين أن غالبية التونسيين اتبعوا التقويم التونسي الرسمي على أساس الحساب. غالبًا ما كان يحدث في نفس الأسرة فجوة يوم أو يومين لبداية الصوم وفي تحديد يوم العيد أيضاً، وكان ذلك مصدر إزعاج كبير. وجدت حركة الاتجاه الإسلامي نفسها قوية بما يكفي لكي تمارس ضغطها على البيئة الاجتماعية، وكذلك لتوجيه تهديدات للمقاهي والمطاعم التي تنتهك تعليمات الإغلاق. بالرغم من أنه تم إلغاء منشور محمد مزالي الصادر في جويلية 1981، والذي يوجب إغلاق المقاهي والمطاعم خلال شهر رمضان، وكذلك حظر بيع المشروبات الكحولية، بعد يومين من نشره، بقرار من رئيس الدولة، الحبيب بورقيبة.

  • بورقيبة في المنستير

في 18 جويلية 1981، قام بورقيبة، الذي كان يقضي عطلته في سقانص، بجولة في المنستير واكتشف مدينة ميتة. كانت المقاهي والمطاعم وغيرها من محلات الشرب، قد أغلقت أبوابها، فيما لجأت مجموعات من السياح إلى ظلال الأشجار. فطلب توضيحات من مرافقيه الذين كشفوا له أن «الإخوانجية» قد هددوا أصحاب المقاهي بعواقب وخيمة، إن هم فتحوا محلاتهم خلال يوم الصيام. وأوضحوا له أن حملة من المنشورات والشائعات بشكل غير مسبوق، قد نجحت أخيرًا في تخويف أكثر أصحاب المحلات شجاعة وخشيتهم من للتهديدات.

عندها أصدر أوامره بإيقاف كل هؤلاء «الإخوانجية»، خاصة وأن زعيمهم، راشد الغنوشي، جاء في ذلك اليوم إلى البقالطة، بالقرب من المنستير، وكأنه يتحداه في معقله. هذه هي الأسباب الحقيقية لأول موجة من الاعتقالات يتعرض لها الإسلاميون في حركة الاتجاه الإسلامي، وتالياً محاكمتهم في سبتمبر من العام نفسه. تجدر الإشارة إلى أنه تم الاستيلاء على أرشيف ثانٍ للحركة، أكثر أهمية من الأول، في جويلية 1986 في الزهروني، في ضواحي تونس العاصمة، ولم يؤد ذلك إلى حدوث اعتقالات.

كما تجدر الإشارة أيضًا إلى أن محجوزات أرشيف الحركة في ديسمبر 1980 وجويلية 1986 قد أثرت فقط على الفرع السياسي لهذه الحركة، دون المساس بجناحها المسلح، المسمى «الجهاز الخاص» وهو تنظيم سري، يتألف من عسكريين، وأمنيين وضباط في الجمارك وعناصر مدنية سرية. لننتظر حتى 8 نوفمبر 1987، لاكتشاف أمر التنظيم، لكن الحركة استمرت في إنكار وجوده رغم العديد من الشهادات التي أدلى بها بعض قادتها من الصف الأول

وسوم
Publicité

Votre commentaire

Entrez vos coordonnées ci-dessous ou cliquez sur une icône pour vous connecter:

Logo WordPress.com

Vous commentez à l’aide de votre compte WordPress.com. Déconnexion /  Changer )

Photo Facebook

Vous commentez à l’aide de votre compte Facebook. Déconnexion /  Changer )

Connexion à %s

%d blogueurs aiment cette page :