Poster un commentaire

أحمد طالب الابراهيمي…كما عرفته: أحمد المناعي


الصديق رشيد بن عيسى  دليلي في البلاد  واذا بشيخ مهيب يعترضنا ويتوقف رشيد لتحيته وتوقفت بدوري لأسلم على الرجل. سأله رشيد عن أحواله وأحوال سي أحمد وتبادلا التمنيات ثم عبارات الوداع. لم يطل اللقاء  وقد كنت على قصره مبهورا  بقامة الرجل وبوقاره.عندما انصرفنا سألني رشيد ان كنت أعرف الشيخ؟ فأجبته بالنفي, فقال لي انه الشيخ البشير الابراهيمي من جمعية العلماء المسلمين الجزائريين…جمعية بن باديس وسي أحمد الذي سالته عنه هو ابنه وهو الان في السجن لأسباب سياسية.

حدثني رشيد عن جمغية العلماء التى سمعت باسمها من قبل لكن ليس أكثر من ذلك ولم أسمع باسم الشيخ البشير الابراهيمي ولا باسم ا بنه المسجون.والغريب أنه حتى في ندوات مالك بالنبي الاسبوعبة التي كنت أحضرها بانتظام كل يوم سبت

=

نهاية شهر ديسمبر من سنة 1964 كنت أتمشى في ساحة الشهداء بالقرب من جامع الشهداء بعاصمة الجزائر صحبة مع رشيد والمجموعة لم تذكر جمعية العلماء الا نادرا. ..ولا أحسب أن في ذلك عداوة أو نحو ذلك

اكتشفت أحمد طالب بالصدفة من خلال كتاب صغير وجدته في مكتبة الطيب قاسم بسوسة يحمل عنوان »رسائل من السجن:1957-1961 » فيما أذكر..كان الكتاب بالفرنسية كأغلب كتب المثقفين الجزائرين وقتها ومنهم مالك بالنبي.

وأدكر أني أعجبت أيما اعجاب بمسيرة هذا الشاب الجزائري . كنت أعرف التضحيات الجسام التي دفعها الجزائريون من أجل تحريرهم ولكني لم أتصور أن أبناء عائلات مرموقة تعرف الاحكام القاسية والسجون والمنافي وصحيح أن مرجعي هي التجربة التونسية . أعرف الكثير من الزعماء والمناضلين السياسيين الذين حوكموا وسجنوا في الخمسينات ولا أذكر أن كان فيهم طلبة.

خلال سبعينات القرن الماضي كنت أدرس بجامعة قسنطينة فى الجزائر وكنت على اطلاع على المشهد السياسي الجزائري وأتذكر أن أجمد الابراهيمي كان حاضرا في المشهد بقوة فقد كان على رأس أكثر من وزارة ولم أسمع عنه الخير. كان رجلا محترما لا لماضيه النضالي والوطني فقط بل لكونه رجلا مثقفا في مستوى المسؤوليات التى تحملها فقد تولى عدة حقائب وزارية في نهاية الستينيات والسبعينيات والثمانينيات، ترشح لرئاسة الجمهورية في

أحمد طالب كان وثيق الصلة بتونس وكثيرا ما كنت أسمع بزياراته اليها وفاء لصداقاته القديمة والتي تعود الى فترة الدراسة في فرنسا في كلية الطب وتحمله مسؤولية التنظيمات الطلابية وخاصة جمعية الطلبة المسلمين لشمال أفريقيا وشارك في كل التظاهرات التي نظمتها.ومن صداقاته المعروفة صداقته لأحمد بن صالج وأحمد نورالدين واخرين كثيرينذ

ليلة 7 نوفمبر 1987.ة

باريس 30 مارس الجامعة1999
بسم الله الرحمان الرحيم

الأخ العزيز الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي
وزير الخارجية الجزائرية الأسبق و المرشح للانتخابات الرئاسية الجزائرية
سلاما و احتراما و بعد


لقد أسعدني ترشحكم للانتخابات الرئاسية الجزائرية و بعث في نفسي و في نفوس الكثيرين الأمل بقرب نهاية محنة الجزائريين و عودة الجزائر لتحمل دورها الريادي في المغرب العربي و العالم
اني أتابع حملتكم الانتخابية بكل اهتمام عبر التلفازات الجزائرية و القطرية و بقية وسائل الأعلام و ثقوا بأن التونسيين في تونس و المهجر يتابعونها ايضا و كأنها انتخاباتهم

.
لقد اعطيتم الدليل في كل مرة ظهرتم فيها أنكم رجل الدولة الذي ينتظره الجزائريون من زمن بعيد و ان من يعرفكم و يعرف مسيرتكم الذاتية و نضالكم من أجل تحرير الجزائر و جهادكم من اجل تألقها في المحافل الدولية و ما بذلتموه على الدوام لأجل تجذير المجتمع في أصالته الثقافية ليدرك تماما أنكم خير من يتحمل المسؤولية الكبرى في هذا الظرف العصيب من تاريخ الجزائر

و أن كل أبناء المغرب العربي يرون في هذه الانتخابات ميلادا جديدا لأمل الوحدة و يثقون في أن انتخابكم سيخرجنا جميعا من حالة التشتت و يعطي دفعا للنضال المتواصل من أجل الحرية و الكرامة و الديمقراطية

.
وفقكم الله و سدد خطاكم الى ما فيه خير الجزائريين و خيرنا جميعا و السلام علبكم و رحمة الله
أخوكم أحمد المناعي

بسم الله الرحمان الرحيم

سوسة في 7 اكتوبر 2016

الى حضرة الأخ الأكبر الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي

دام حفظه

سلامي و تحياتي و أشواقي

وبعد

أرجو من الله ان تكون موفور الصحة انت و كافة افراد العائلة و كم وددت ان أزورك للاطمئنان على سلامتك  و كدت فعلا أجئ مع الشاب الذي يأتيك برسالتي هذه لو لا ما علمته من انك خارج

 الوطن.

أبعث اليك بنسخة من كتاب الأستاذ علي نورالدين خصصه لوالده المرحوم أحمد نورالدين صديكم القديم و قد سلمها لي يوم هاتفناك

معا منذ اكثر من سنة و كذلك بعض منشورات المعهد الأخرى.

كما أبعث اليك بأصل الرسالة التى بعثتها عن طريق الفاكس يوم 30 مارس 1999 عند ترشحك للانتخابات الرئاسية الجزائرية

و قد علمت أنك نشرت مذكراتك و قبل ذلك نشرت جملة أعمال والدك المرحوم الشيخ محمد البشير الإبراهيمي وهو الرجل الفذ و العالم الجليل الذي عرفته في أول اقامتي في الجزائر في سنة 1964 عندما كنت أدرس في معهد عمارة رشيد في حي ابن عكنون و كنت انت في السجن.

 أخي العزيز

أني و اخواني في المعهد نفكر في تنظيم ندوة حول حياة و فكر و نضال الشيخ الإبراهيمي لما له من علاقة بالظروف التي نعيشها الآن على كامل الساحة العربية و بحاجتنا الماسة ألى فكر واضح ينير سبيلنا و يعيد بوصلتنا .

وفقكم الله و سدد خطاكم و متعكم بالصحة و الهناء و السلام علبكم و رحمة الله.

أخوكم أحمد المناعي

تعازي  و تعازي عائلتي الحارة  الى الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي في فقدان زوجته و رفيقة دربه تغمدها الله برحمته و أسكنها فسيح جنانه و انا لله  و انا اليه راجعون

Laisser un commentaire