
احمد المناعي رئيس المعهد التونسي للعلاقات الدولية للوبوان تي أن : الغنوشي والمرزوقي وبن جعفر
سعوا للحكم لمدة 40 سنة توظيفا وركوبا على حقوق الإنسان او الإسلام
هيئة الحقيقة والكرامة أنشاها راشد الغنوشي لتزييف التاريخ والتستر على مسؤوليته الأخلاقية والسياسية فيما حدث في تونس
الربيع العربي لم يفرز في الحقيقة إلا سفك الدماء وانتصار “الهويات القاتلة”
…… الطيب بكوش كان صادقا وحاول إصلاح العلاقات مع سوريا لكن…
الزواج العرفي بين الشيخين تحول إلى زواج كاثوليكي لأسباب وجودية ذاتية وعائلية
لوبوان تي أن
08/03/2017
تتواصل الأسئلة وتتواصل المقارنات بين تونس قبل الثورة وتونس بعد الثورة بين صدقية نضال بعض الأسماء على محك “اختبار السلطة “وبين توضح غايات البعض الآخر الذي كان جهاده الأكبر من اجل “كرسي الحكم”لا من اجل إتمام ما بني عقب الربيع الأول والحقيقي الذي أثمر الاستقلال.لوبوان تي أن كان لها لقاء مع السيد احمد المناعي رئيس المعهد التونسي للعلاقات الدولية الذي عبر عن وجهة نظره فيما يطبع المشهد السياسي اليوم وكواليسه وحقيقة عمالة الحكومات وشبه انعدام السيادة التونسية الملف السوري واللعب على أوتار الم الضحايا من اجل تزييف التاريخ والحقائق باسم هيئة ادعت باطلا أنها للحقيقة والكرامة لغايات في نفس راشد الغنوشي
اغلب المناضلين اخذوا عائدات نضالهم لماذا فضل السيد احمد المناعي البقاء بعيدا هل هو فرار من السلطة أم أن السلطة لم تعرض عليه ؟
لا احد كلفني يوما بفعل ما افعله لا الْيَوْمَ ولا بالأمس البعيد .احتكمت على الدوام الى ضميري وراحته تغنيني على كل العائدات . الله سبحانه وتعالى جزاني خير جزاء بحفظ عائلتي ووفق أبنائي وبناتي للنجاح فيما اختاروه في حياتهم ويكفيني فخرا ان الطاهر أصغرهم قد رفع علم تونس على قمة العالم فعل ذلك من تلقاء نفسه دون مساعدة من احد وبالرغم من المخاطر فقد نجا من الموت بأعجوبة في محاولته الأولى سنة 2015 وهو لم يطلب جزاء ولا شكورا ولو رفع شعار شركة دولية عِوَض العلم التونسي لأصبح مليونير بالدولار .ولا أنكر ان الجمهورية التونسية قد كرمته بباقة أزهار بعشرين دينار سلمها له موظف من وزارة الشباب والرياضة يوم رجوعه الى تونس . عودة الى سؤالكما في أكتوبر 2011 قبل فتح ملف النضالات والمناضلين صرحت لإحدى الصحف أني لم أقدم قضية لان ذلك سينهك ميزانية الدولة .هذا قرار جماعي في العائلة والتزمنا به لكثير من الأسباب
.
كيف يقيم السيد احمد المناعي رفقاء دربه في النضال كالمنصف المرزوقي وغيره من الأسماء التي تتربع اليوم على عرش السياسة؟
في المنفى تعاملت مع مناضلين من اجل الحرية والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وكل هذه القيم الإنسانية وتعاملت مع سياسيين ورؤساء أحزاب وبالخصوص مع ثلاثة منهم ,راشد الغنوشي ومنصف المرزوقي ومصطفى بن جعفر .
أما الأول فقد حددت تواصلي معه الى العلاقات الإنسانية بعد حوالي خمسة اشهر وتحديدا في شهر أكتوبر 1991عندما اكتشفت ان المأساة التي ألمت بتونس كانت نتيجة محاولة قيادة حركة النهضة الانقلاب على الحكم لكني واصلت الدفاع عن ضحايا حركته من مساجين ولاجئين واذكر ان اخر مرة التقيت به كانت في باريس سنة1997
مع المنصف المرزوقي انتهت العلاقات وانقطع حبل التواصل معه بسرعة وقد شرحت ذلك في ورقة منصف المرزوقي كما عرفته .
مصطفى بن جعفر انقطعت العلاقة معه في أواخر سنة2008
أعمال الناس هي التي تتحدث عنهم وهؤلاء الثلاثة وصلوا للحكم وهو الذي مثل أقصى غاياتهم وتعاونوا على ان تصبح تونس في الحال التي هي عليها . ما استغربه من ثلاثتهم أنهم سعوا للحكم لمدة 40 سنة توظيفا وركوبا على حقوق الإنسان او الإسلام دون ان يكون لأحدهم برنامج لادارة شؤون الدولة في اليوم الموالي
لم نرك متهافتا على هيئة الحقيقة والكرامة ولم نرك في جلسات الاستماع هل هو موقف من العدالة الانتقالية أم هو الخوف من الوقوع في المضاربة بالنضالات؟
الكثير من الحالات التي عرضت على التونسيين في جلسات الاستماع كشفتها وشهرت بها قبل 25سنة.لم أشاهد إلا بعض الدقائق من شهادة احدهم ثم قمت بإطفاء التلفاز عندما بدا الحديث عما أصابه من بلاء يوم خرج من الاختفاء كنت انتظر أن يذكر أسباب اختفائه اوان تسأله منشطة البرنامج عن ذلك. أنا سأذكر الأسباب الحقيقية لاختفائه لأنني استقيت الخبر من احد رفاقه الذي صادفه الحظ للهروب للخارج لقد اختفوا في الديار والشقق والغابات لأسابيع في انتظار ساعة الصفر التي سينقضون فيها على مراكز الأمن والثكنات تنفيذا لخطة الانقلاب لكن الخطة فشلت وجاءتهم الأوامر بالتفرق و”تدبير الرأس”. أنا لست في حاجة للتعبير عن ادانتي كل الفظاعات التي لحقت هؤلاء فقد فعلت ذلك منذ زمان ولكن في المحاكمات وجب ذكر الحقيقة كل الحقيقة ولا شيء غير الحقيقة.ما أقوله وأنا على يقين من ذلك أنه ليس هناك عدالة انتقالية وهيئة الحقيقة والكرامة أنشاها راشد الغنوشي لتزييف التاريخ والتستر على مسؤوليته الأخلاقية والسياسية فيما حدث في تونس فيما بين 1987و2011وعموما لتدمير الدولة الوطنية التي لا يؤمن بها مطلقا
.
ما طبع نضالاتك هو الدفاع عن الحرية وعن حق الشعوب في تقرير مصيرها والقطع مع كل مضامين الاستبداد التساؤل المطروح لماذا يتهمك شق من المحللين انك دعمت النظام السوري ونسيت الشعب السوري؟
أنا الآن في السادسة والسبعين من عمري مما يعني أنني لست من جيل الانترنت الفايسبوك. أنا ابن الحركة الوطنية من اجل استقلال تونس .شاركت في مظاهرة مدرستي بالوردانين في ديسمبر 1952احتجاجا على اغتيال المرحوم فرحات حشاد.واذكر أنني بكيت كثيرا لاني اعرف المرحوم جيدا حيث كان يزورنا صحبة خالي المرحوم عبد الله فرحات وأدين له بانه حولني من الكتاب للمدرسة.لقد عشت طفولتي على وقع انتصارات حركات التحرر في مصر والجزائر والاعتداء الثلاثي سنة 1956.لقد حصلت على بطاقة انخراطي في الحزب الحر الدستوري لسنة 1954-1955وقتها لم تكن توزع على الحابل والنابل.ثم تطوعت وقاتلت في بنزرت سنة 1961.مظاهرتي الاولي من اجل تحرير فلسطين كانت بالجزائر في جانفي 1965 -كنت ادرس بالثانوي- على اثر الإعلان عن ميلاد فتح لقد كانت مظاهرة مليونية نظمتها جبهة التحرير الجزائرية. أما فيما يخص ما يروج من اتهامات عن دعمي للنظام السوري ونسياني لشعبه فهذا اتهام مردود على أصحابه فانا حينما كنت في المنفى مع بداية سنة 1991حضرت كل الندوات والتظاهرات التي نظمها السوريون وتعاونت مع كل المدافعين عن حقوق الإنسان في سوريا وكتبت عشرات المقالات وترجمت العديد منها كتاب “الديمقراطية وحقوق الإنسان” وهو كتاب جماعي ل18باحث وكاتب سوري يتضمن 524صفحة وقد تم ذلك بالتعاون مع صديق جزائري سنة 2002.لكن بداية من 2011عندما ظهر واضحا أن الوطن هو المستهدف وان موجة الاستعمار الجديدة العاتية تريد تدمير الدولة وتفكيك المجتمع وقفت مع الدولة-الدولة هي الأرض الوطن والشعب والنظام الذي إذا ما انهار واحد انهار الكل -سواء في تونس او في سوريا إذ يمكن تأجيل البناء الديمقراطي إلى موعد لاحق لكن خسارة الأوطان لا تعوض. أما الذين يرددون شعارات الدفاع عن الشعب السوري فهم ذاتهم الذين سفكوا دمه وأغرقوه في الفتن والقتال كل ذلك من اجل تحقيق غايات الاستعمار الجديد
.
هل موقفك من الازمة في سوريا هو موقف من الربيع العربي؟
ما اصطلح على تسميته بالربيع العربي لم يفرز في الحقيقة إلا سفك الدماء البريئة والفتن الدينية والمذهبية وتخريب البلدان وتدمير الدول ومؤسساتها وتفكيك المجتمعات وانتصار “الهويات القاتلة”ولن أطيل في توصيف واقعنا فالجميع يلمسه في حياته اليومية.فهناك تدمير ممنهج للمنظومات الفكرية والأخلاقية وهناك تشويه للدين إلى الحد الذي هجرته أفواج من الناس إلى أديان أخرى وحتى للإلحاد وكل ذلك بأيدينا وبالموازاة طفا على السطح تدين كاذب بدون أخلاق شعاراته التعصب الأعمى والرايات السوداء واللحي الكثيفة.لقد نجح مخطط “كلود لفي استراوس وبرنار هنري لفي” في تنفيذ المشروع العبري بأيدي العرب المسلمين على انه عرفنا بداية ربيع عربي في الخمسينات من القرن الماضي عندما توجت حركات التحرر الوطني باستقلال كثير من البلدان العربية وهو موضوع الكتاب الذي أصدره المؤرخ الفرنسي “بنواست مشان” سنة 1959بعنوان “ربيع عربي” والأقسى والأمر في هذه الظروف أن أصحاب النوايا الصادقة وهم كثر في البلدان العربية عاجزون عن فعل شيء يذكر لإيقاف هذا الانهيار لان قوى الهدم عاتية وفي منتهى القوة بمالها وقوانينها وسلطانها على مفاصل كثيرة مما بقي من الدولة
.
نظرا لاطلاعك على كواليس الملف السوري من يعطل عودة العلاقات الديبلوماسية السورية فعليا مع تونس؟
من يعطل عودة العلاقات مع سوريا ؟ قرار قطع العلاقات مع سوريا يبدو ظاهريا انه قرار تونسي بادر به راشد الغنوشي بعد انتخابات 2011وقبل ان تتشكل حكومة الترويكا ونفذه الرئيس المؤقت بعد ذلك . والحقيقة انه قرار دوائر أجنبية كثيرة تألبت على سوريا وانتظمت فيما يسمى “مؤتمر أصدقاء الشعب السوري” تونس كانت الحلقة الأضعف في هذا التحالف فأعوزوا لها بقطع العلاقات مع سوريا وكانت الأولى من البلدان العربية وحتى بلدان العالم وأقنعوا زعمائها الجدد بأنهم الأولى بهذا الدور فهم من فجروا ثورة الربيع العربي بل أكثر من ذلك ورطوهم في إرسال آلاف المرتزقة والإرهابيين لمساندة الثورة المزعومة
. من يعطل؟ لعل وزير الخارجية السابق الطيب بكوش كان صادقا في محاولاته إصلاح هذا الخطأ لكن اصطدم بالواقع المر هو ان تونس مسلوبة السيادة وان هذا الامر يخضع
لإرادة التحالف الاخواني الوهابي ومن فوقها إرادة الدول الغربية .وأخشى ان تكون تونس اخر البلدان التي ستعيد علاقاتها مع سوريا وهذا لدور حزب النهضة وراشد الغنوشي شخصيا في تحديد معالم السياسية التونسية عموما . وحتى ما صرح به المرشح الباجي قائد السبسي من إعادة هذه العلاقات فقد كان دعاية انتخابية لأنه يعرف جيدا خفايا الأمور
رغم مرور ست سنوات على ثورة الحرية والكرامة اليوم النقاش على أشده حول حكومات العمالة -وأنت أشرت إلى ذلك في إحدى تدويناتك- والسيادة المرهونة لدى الصناديق الدولية ما تعليقك؟
بداية ما حدث ذات يوم في جانفي 2011لا اعتبره ثورة لكن لا علينا .أما الحديث عن حكومات العمالة وضياع السيادة فهو في الصميم .الهدم سهل والبناء صعب سواء تعلق الأمر بعمارة أو دولة. جيلي عاش كل مراحل افتكاك السيادة الوطنية وبناء الدولة الوطنية ,لبنة بعد أخرى ولعدة سنوات,الاستقلال الداخلي الاستقلال التام وبعده جاء الجلاء عن الداخل التونسي وعن بنزرت ثم الجلاء الزراعي كل ذلك بالتوازي مع الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية .وحرص دائم من القيادة السياسية على رفض كل شكل من إشكال التدخل الأجنبي. طبعا هذا البناء لم يكن مكتملا ولا مثاليا ويحتاج على الدوام الصيانة والإصلاح. وفجأة ذات يوم يخرج رئيس الدولة من البلاد – لم يهرب- ويمنع من الرجوع وتشيع الفوضى بالخصوص على مستوى القيادات السياسية وتدخل في سباق استلام الحكم ليس اعتمادا على شرعية شعبية أو انتخابية أو ثورية فلم يكن حزب أو شخصية تمتلك شيئا منها وقتها وانما على الدعم الأجنبي.
يذكر أن فرنسا سمت أربع وزراء في حكومة الغنوشي وأصبح لبعض البلدان الأوروبية فرنسا وألمانيا خاصة ولأمريكا ولقطر وتركيا وزراء في كل الحكومات التونسية.لكون الذين تولوا شؤون البلاد هم قليلو الخبرة وكثيرو النهم فقد اساؤوا التصرف في المال العام فراحوا يتسولون القروض والهبات والإعانات وهو ما أفضى إلى منح الصناديق والبنوك الدولية والإقليمية حق المراقبة الدائمة للمالية التونسية.وهو ما يذكرنا بالفترة التي سبقت الحماية الفرنسية.
وعلى مستوى العلاقات الدولية لا بد أن نذكر انخراط تونس في تحالف استراتيجي مع الولايات المتحدة الامريكية وهو ما يعطي هذه الدولة حضورا عسكريا في تونس.ونحن أيضا في تحالف دولي لمقاومة الإرهاب بزعامة أمريكية ونحن أيضا في التحالف العربي الاسلامي الذي تقوده السعودية وتعتدي به على الشعب اليمني منذ حوالي سنتين.وشهادة للتاريخ أقولها انه عندما خرج الرئيس بن علي من تونس كانت المالية التونسية سليمة وكانت السيادة الوطنية كاملة
.
الجميع كان قد تنبأ بنهاية الزواج العرفي بين النداء والنهضة والحال انه اليوم يسير نحو المأسسة من اجل الاستحقاقات الانتخابية كيف تنظر كناشط سياسي لهذا التحالف وأثاره في ظل التغيرات العالمية؟
الحقيقة أن هذا الزواج لم يكن بين الحزبين أو إنما كان بين رئيسهما .فالنداء لم يستكمل بعد بناء عقد الزواج ثم تفتت بعد ذلك إلى كثير من الشقوق وخرج منه حزب المشروع الذي يعلن صراحة رفضه التحالف مع النهضة.وتوجد في النهضة قيادات وتيارات وقواعد رافضة هي الأخرى التحالف مع أي شق من شقوق النداء.وتبرز مواقف هؤلاء الرافضين بالخصوص في الحياة البرلمانية ويتم التعبير عنها بشكل سلبي عبر التغيب عن الجلسات وخاصة منها تلك التي تخصص لمناقشة بعض مشاريع القوانين محل خلاف.
لكن هذا الزواج العرفي بين الشيخين تحول إلى زواج كاثوليكي لأسباب وجودية ذاتية وعائلية.فرئيس الجمهورية ماض في مشروع توريث ابنه رئاسة تونس ويعول في ذلك على مساندة رئيس النهضة أكثر من تعويله على عائلته السياسية او ما تبقى منها.في المقابل يعتبر رئيس النهضة أن الباجي قايد السبسي اقدر من غيره على تسويق حزبه كحزب مدني قطع مع جماعة الاخوان المسلمين وحتى مع الإسلام السياسي وهذا أمر حيوي في ظل ظروف إقليمية ودولية تنبئ بتجريم الحركات الاخوانية. ولا استبعد شخصيا أن يستمر هذا التحالف حتى الانتخابات البلدية إذا ما تمت في هذه السنة,ولكن بعد ذلك وبالخصوص عندما تحين مرحلة التحضير للانتخابات الرئاسية ستتوضح المواقف أكثر ويدرك كلاهما خطا حساباتهما إذ وعلى الرغم مما نحس به من استقالة جماعية من الشأن العام فان الكلمة الفصل ستبقى للمواطن.وفي مثل هذه الظروف استبعد أن يدعي تونسي نزيه أننا بصدد بناء ديمقراطية.
حاورتاه أسماء وهاجر
http://www.lepointtn.com/ar/%d8%a7%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%a7%d8%b9%d9%8a-%d8%b1%d8%a6%d9%8a%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b9%d9%87%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%88%d9%86%d8%b3%d9%8a-%d9%84%d9%84%d8%b9//
WordPress:
J’aime chargement…
Articles similaires